انطلقت اليوم في جدة برئاسة المملكة العربية السعودية أعمال الدورة الخامسة لمؤتمر وزراء منظمة التعاون الإسلامي المسؤولين عن المياه، وذلك تحت شعار "من الرؤية إلى التأثير"، وتستمر على مدار ثلاثة أيام متتالية بمشاركة عدد من الوزراء والمتخصصين في شؤون المياه بالمنظمة.
بدأت أعمال الدورة باجتماع اللجنة التحضيرية تمهيدًا لانطلاق الجلسات الرسمية التي ستتناول القضايا المائية والتحديات المشتركة بين الدول الأعضاء، تعزيزًا لدور المملكة في قيادة الجهود الدولية لمواجهة تحديات الموارد المائية وتحقيق الأمن المائي المستدام.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون والشراكات بين دول الأعضاء والأجهزة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، ومناقشة فرص تمكين التقنيات الحديثة والتحول الرقمي في دعم جهود التخطيط والإدارة المستدامة للموارد المائية، بالإضافة إلى استحداث المبادرات والمشاريع المشتركة بين دول المنظمة في مجال المياه، إلى جانب تحفيز الاستثمار والتمويل في قطاع المياه، واستكشاف آليات التمويل المبتكرة والمستدامة؛ مما يُسهم في تعزيز الأمن المائي وضمان استدامتها في الدول الإسلامية.
وأوضح وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه الدكتور عبد العزيز بن محارب الشيباني خلال كلمته بالمؤتمر أن تعزيز التعاون والشراكات الإقليمية والدولية في مجال المياه، يسهم في تحقيق أثر فعلي يتجاوز حدود التخطيط النظري، من خلال تبني الحلول المبتكرة والتقنيات الحديثة؛ لتسريع وتيرة التغيير الإيجابي في مجال المياه بما يعزز القدرة على مواجهة التحديات المتنامية في القطاع.
وأضاف "الشيباني أن المملكة اتخذت إجراءات فعّالة في إدارة مصادر المياه، ووضعت الاستراتيجيات والسياسات والبرامج المناسبة، وتطوير آليات لرفع القيمة الاقتصادية والاجتماعية، وكفاءة استخدام المياه بشكل عام، والاستفادة من الخبرات المحلية والعالمية، واستقطاب الاستثمارات، وتوطين التقنيات، إلى جانب المساهمة في مواجهة التحديات المائية وتحقيق الأهداف التنموية المتوافقة مع رؤية السعودية 2030، منوهًا بارتفاع مؤشر إدارة الموارد المائية المتكاملة في المملكة خلال الفترة من عام (2017) إلى (2023)، من (57%) إلى (83%)، وهو ما يُمثّل أحد أسرع معدلات التقدم في العالم، مما دفع بالأمم المتحدة لاختيار المملكة كنموذج عالمي في الإسراع في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه، شدد الأمين العام المساعد للعلوم والتكنولوجيا بمنظمة التعاون الإسلامي السفير أفتاب أحمد خوخير خلال كلمته بالمؤتمر على أن شعار المؤتمر "من الرؤية إلى التأثير" يُبرز الحاجة إلى تعزيز تنفيذ الأهداف التي حددتها رؤية المنظمة للمياه، ووضع مسار مستقبلي لمعالجة القضايا المتعلقة بالمياه، التي تكتسي أهمية بالغة للدول الأعضاء بالمنظمة.
وأكد السفير خوخير التزام المنظمة بدعم المبادرات التي تعزز استدامة المياه، والحفاظ على الموارد المائية، وتعزيز القدرة على الصمود في وجه ندرة المياه، بالإضافة إلى مواصلة المنظمة العمل مع مؤسساتها وشركائها الدوليين لتحقيق الأهداف المشتركة للأمن المائي، معربًا عن تقديره لجمهورية مصر العربية على رئاستها للدورة الرابعة للمؤتمر، وخالص امتنانه للمملكة العربية السعودية لاستضافتها ورئاستها الدورة الخامسة للمؤتمر، ولدعمها الكريم لبرامج وأنشطة المنظمة.
وتأتي رئاسة المملكة لهذه الأعمال تأكيدًا لدورها الريادي في تبني قضايا المياه إقليميًا ودوليًا، إذ تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا لقطاع المياه؛ من خلال تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية التي تهدف إلى تحقيق الأمن المائي ودعم الاستدامة البيئية، وتعزيز كفاءة إدارة الموارد المائية، إلى جانب دعم جهود التعاون الدولي وتبادل الخبرات في هذا المجال، بما يسهم في تعزيز التكامل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.